تُعدّ نسخة 2025 من كأس أمم إفريقيا مناسبة استثنائية للكرة الإفريقية وللمغرب على حد سواء، إذ تستضيف المملكة هذا الحدث القاري الكبير بعد سبعة وعشرين عاماً تقريباً من استضافتها السابقة. تُوحي هذه النسخة بإشارات طموحٍ وإعدادٍ متقدّم، على صعيد البُنى التحتية والتنظيم، انطلاقاً من رغبة المغرب في تعزيز مكانتها الرياضية والقارية.
1. الدولة المضيفة والمواعيد
أعلنت الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (CAF) اختيار المملكة المغربية لاستضافة النسخة الخامسة والثلاثين من البطولة، وذلك خلال اجتماع اللجنة التنفيذية في القاهرة.
ستُقام البطولة من 21 ديسمبر 2025 إلى 18 يناير 2026.
البداية ستكون بمباراة الافتتاح بين منتخب المغرب والمنتخب الجزري لـ جزر القمر (Comoros) في العاصمة الرباط.
2. المدن والملاعب المضيفة
تُقام المباريات في ست مدن مغربية: الرباط، الدار البيضاء، طنجة، فاس، مراكش، وأكادير.
يستخدم التنظيم تسعة ملاعب موزعة على تلك المدن. من الأمثلة:
ملعب الأمير مولاي عبدالله بالرباط بسعة ~69,500 مقعداً.
الملعب الكبير بطنجة (Grand Stade de Tanger) بسعة ~75,600.
تُعَدّ هذه الاستضافة فرصة لتسليط الضوء على التطوير الرياضي والبُنية التحتية الوطنية، بما يتماشى مع مشروع المغرب لاستضافة مستقبلياً كأس العالم.
3. نظام البطولة والمنتخبات
تشارك في هذه النسخة 24 منتخباً.
كأس الأمم تنقل تقاليدها من صيف إلى نهاية سنة الميلاد، وهو ما يوفر أجواءً مناخية وبيئية مختلفة.
تم تقسيم المنتخبات إلى مستويات وتصنيفات عند القرعة، حيث احتُسبت المنتخبات الكبرى ضمن المستوى الأول.
المنتخب المغربي جاء في مجموعة تضم جزر القمر، مالي، وزامبيا.
4. لماذا هذه النسخة مهمة للمغرب؟
من الناحية الرياضية: محاولة انتزاع اللقب القاري التي غابت عن المغرب منذ عام 1976.
من الناحية الاقتصادية والسياحية: استضافة كبرى تعني تدفق جماهيري دولي، واستثمار في البنية التحتية، والفنادق، والنقل.
من الناحية الرمزية: تعزيز مكانة المغرب على الساحة القارية، وربط هذا الحدث بحلم أكبر لاستضافة كأس العالم.
5. التحديات والفرص
- الفرص:
تأكيد قدرة المغرب على التنظيم الدولي واستقطاب جماهير من جميع أنحاء القارة.
احتمال ترك إرث طويل الأمد من ملاعب حديثة وتحسينات في البُنى التحتية الحضرية.
تعزيز العلامة الرياضية للمغرب كوجهة رياضية وسياحية.
- التحديات:
الالتزام بالمواعيد النهائية للإنجازات (استكمال الملاعب، التحضيرات اللوجستية).
الضغط على المنظومة الأمنية والنقل والضيافة، نظراً لحجم الحدث.
إدارة التوقعات لدى الجمهور المحلي والدولي: التنظيم الجيد، توفير التذاكر، تجارب المشجعين.
رابط لشراء تذاكر كأس الأمم الأفريقية 2025 في المغرب :
التوقعات والرؤية المستقبلية
من المتوقع أن تبرز هذه النسخة بكونها من بين الأضخم في تاريخ كأس أمم إفريقيا، ليس فقط من حيث عدد الفرق والملاعب، بل أيضاً من حيث حجم التنقل والمتعة الجماهيرية. من المتوقع أن تُسجّل كواحدة من النسخ التي تضع معايير أعلى للتنظيم القاري.
كما يُمكن أن تكون البطولة منصة لإبراز المواهب الشابة في إفريقيا، وزيادة التفاعل بين جماهير القارة، خاصة وأن المغرب يمتلك بنية تحتية، وشغفاً جماهيرياً، وتجربة سابقة في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى.
في الختام، يمكن القول أن كأس أمم إفريقيا 2025 في المغرب ليست مجرد بطولة لكرة القدم فحسب، بل هي حفلٌ قاري متعدد الأبعاد: رياضياً، وثقافياً، واقتصادياً. وإن استُغلت الفرص بشكل جيد وتم تدارك التحديات بكفاءة، فسيكون هذا الحدث لحظة فاصلة في تاريخ الكرة الإفريقية، ومحطة مهمة في تاريخ الرياضة المغربية.